في البدء كانت "الفكرة" ... و"الفكرة" كانت أقرب إلى الحلم أو بالأحرى إلى المغامرة ... هل يمكن لمجموعة صغيرة لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة، وبموارد مالية تكاد تقترب من الصفر، أن تشرع في تأسيس مركز للدراسات، يتطلع للقيام بدور رائد في توفير "فهم أعمق وأدق" لقضايا الأردن والشرق الأوسط؟ ... لم نتردد في الإجابة على هذا السؤال، وشرعنا في محاولات متكررة للحصول على الموافقات و"التراخيص" اللازمة، إلى أن كان لنا ما أردنا في مختتم العام 1999.
لم نمض طويل وقت، أو نصرف كبير عناء في تحديد أولوياتنا وبرامجنا، فنحن نعمل في بقعة من العالم، عانت لأكثر من نصف قرن، من الركود، في ظل أنظمة تميز أكثرها بالفساد والاستبداد، في ظل فشل دول وحكومات وأنظمة "ما بعد الاستقلالات العربية" في بناء "دولة الأمة"، دولة جميع مواطنيها من دون استثناء أو تمييز ...